كشف مؤتمر CES 2019 الذي إنعقد في مدينة لاس فيغاس الأمريكية عن بعض التقنيات الجديدة الرائعة ، التي مست العديد من المجالات المختلفة كمجال السيارات دون سائق و السيارات ذاتية القيادة .
عرف هذا المجال تطورا كبيرا و لعل أكثر ما يبين ذلك هو إنتشار بعض السيارات التجريبية ذاتية القيادة من عدة شركات مختلفة ك Yandex تيسلا و وايمو في الطرق الأمريكية في عدة مدن كلاس فيغاس و نيفادا .
يبدو الأمر مثيرا جدا للإهتمام لكل من يحب التكنلوجيا و التطور ، لكن الأمر لا ينطبق على جميع الناس كما يبدو .
كشفت عدة تقارير و فيديوهات ظهرت أن عددا كبيرا من الناس في المدن الأمريكية قاموا بمهاجمة السيارات التجريبية ذاتية القيادة التي تتجول في مدنهم ، بطرق محتلفة شملت : الرشق بالحجارة ، توجيه ركلات للسيارة، شتم الراكب المراقب ، بل أن الأمر وصل لحد إشهار أسلحة نارية في وجه السيارة و راكبها .
الأمر طرح العديد من الأسئلة و حير الكثير ممن سمعوا بالأمر ، لماذا يقوم الناس بمهاجمة السيارات ذاتية القيادة ؟
عند التفكير بالأمر يمكننا إستنتاج عدة فرضيات :
السيارات ذاتية القيادة خطيرة :
رغم التطور الذي وصل إليه العلم في العديد من المجالات ، إلا أن الكثير من التقنيات الحديثة لا تصل لعامة الناس سواء لكونها باهضة الثمن أو حصرية أو نادرة ، و هو ما يجعل تصديق بعض ما يحدث في العالم حاليا أمرا غريبا .
رغم أن السيارات ذاتية القيادة تقوم بحوادث أقل من البشر ، إلا أن الكثير من الناس يظنون أنها خطيرة للغاية ، و هو ما يفسر الضجة الكبيرة التي تحدث عندما تقوم أحد سيارات تيسلا أو Uber بعمل حوادث أثناء كونها في الوضع الآلي .
غير ذلك ، كل السيارات ذاتية القيادة التي تتجول في المدن لا تزال قيد التجريب ، و هو ما قد يرفضه أغلب الناس و يعتبرونه أمرا غير مقبول .
السيارات ذاتية القيادة تقتل الوظائف :
لا يختلف إثنان أن التطور في بعض المجالات يقتل الوظائف فيها ، كالروبوتات التي تعوض الرجال في المصانع على سبيل المثال .
لا يختلف الأمر مع السيارات حيث من المتوقع أن تقنية السيارات ذاتية القيادة ستقضي على حوالي مليون منصب شغل في أمريكا عند تطورها بالدرجة الكافية .
أفضل مثال على ذلك محاولات شركة Uber تطوير سيارات تقود نفسها بنفسها ، الأمر الذي إن تحقق سيقضي على وظيفة كل من يعمل سائق Uber .
معظلات فلسفية :
لا تزال بعض المسائل العالقة تثير ضجة كبيرة عند الحديث عن السيارات الآلية و الروبوتات التي تقود السيارات ، هذه المسائل فلسفية و تتعلق بالمبادئ بالدرجة الأولى .
لنتخيل السيناريو التالي : سيارة ذاتية القيادة من شركة Uber تحمل عميلا من مكان لمكان آخر ، أثناء عبور أحد الأنفاق يظهر راجل من اللاشيئ أمام السيارة ، أتقوم السيارة بدحس الراجل و عدم إلحاق الضرر بالراكب ، أم تتقادى الراجل و تصطدم بجدار النفق . ستكون برمجة السيارة الأولية هي ما يحدد ذلك .
بمعنى آخر ستكون الشركات هي المسؤولة عن تحديد من يموت و من يعيش .
هذه المسألة أثارت رعب الكثير من الناس و أثارت جدلا كبيرا بينهم ، ربما للدرجة التي جعلتهم يمقتون هذه التكنلوجيا و كل ما يتعلق بها .
كانت هذه بعض الفرضيات التي طرحناها لتفسير سلوك بعض الناس و مهاجمتهم للسيارات ذاتية القيادة ، بالنسبة لنا فالأمر مثير جدا للإهتمام و نتمنى تطور التقنية بشكل كبير في المستقبل .